كتابة بحث علمي في أقل من ساعة بواسطة ChatGPT

نشر موقع Nature مقالة تتحدث عن تمكن باحثين من إنتاج ورقة بحثية في أقل من ساعة بمساعدة ChatGPT. كان الهدف من التجربة هو استكشاف قدرات ChatGPT للعمل كـ “مساعد بحث” وإثارة النقاش حول مزاياه ومخاطره.

قام الباحثون بتصميم حزمة برمجية تغذي تلقائيًا ChatGPT بالتلميحات وتعتمد على ردوده لتحسين الورقة مع مرور الوقت. حيث قاموا بتنزيل مجموعة بيانات مفتوحة عن نظام المراقبة السلوكية التابع لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وهو قاعدة بيانات للاستطلاعات الهاتفية المتعلقة بالصحة. تتضمن مجموعة البيانات معلومات جمعت من أكثر من 250,000 شخص حول حالتهم المرضية المتعلقة بالسكري واستهلاك الفواكه والخضروات والنشاط البدني. .

أولًا، طلب النظام من ChatGPT كتابة كود استكشاف البيانات. في محاولته الأولى، أنشأ ChatGPT كود استكشاف بيانات مليء بالأخطاء ولم يعمل. ولكن عندما اكتشف النظام هذه الأخطاء، أرسل تلقائيًا تلميحات إلى ChatGPT، التي قامت بإصلاح الكود .

ثم طلب النظام من ChatGPT تطوير هدف للدراسة. واقترحت عليهم “استكشاف كيف يؤثر النشاط البدني والنظام الغذائي على خطر الإصابة بالسكري“. ثم طُلِبَ منها إنشاء خطة تحليل بيانات وكود تحليل بيانات، وبناءً على نتائج الكود، وصلت ChatGPT للنتيجة التالية: يرتبط تناول المزيد من الفواكه والخضروات وممارسة التمارين الرياضية بخطر أقل للإصابة بالسكري.

مع وجود النتائج في متناول اليد ، قاد النظام ChatGPT لكتابة المقالة عن طريق فتح محادثتين ChatGPT. في واحدة منها ، تقمص النظام دور الباحث وأوعز لـChatGPT بكتابة كل قسم من المقالة. أما المحادثة الثانية فلعبت دور المراجع الذي قدم ملاحظات بناءة على النص الذي أنشأه الباحث. كما سمح النظام لـ ChatGPT بالوصول إلى محركات بحث في المجلات حتى يتمكن من إنشاء مقال به استشهادات صحيحة.

في النهاية، تمكن النظام من بناء بحث علمي رصين بلغة واضحة واستشهادات صحيحة! وقد علق الباحثان على هذه النتيجة إلى الحاجة لمناقشة مزايا وسلبيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في البحث العلمي، وإلى تطوير طرق لزيادة الشفافية والمساءلة. يقولون إن ChatGPT قد يكون مفيدًا في تسريع العملية البحثية بتنفيذ مهام بسيطة قد تستغرق وقتًا طويلاً ، مثل كتابة الملخصات وإنتاج الأكواد، لكنهم يشككون في أن كتابة المقالات بأكملها ستكون استخدامًا جيدًا في المستقبل.

استمطار الأفكار البحثية

قد يعرف البعض منكم مصطلح “استمطار” والذي يستخدم في عملية تعديل الطقس المتعمدة لزيادة هطول الأمطار أو الثلوج من الغيوم بواسطة تشتيت مواد في الهواء تعمل كمكثفة للغيوم. إلا أن الاستمطار الذي أقصده في هذه التدوينة هو من نوع آخر وهو ما يتعلق بالأفكار! فاستمطار الأفكار البحثية هي عملية إبداعية تهدف إلى توليد أفكار جديدة ومبتكرة لموضوعات بحثية محتملة. يمكن أن تساعد هذه العملية في تحديد الفجوات والتحديات والفرص في مجال معين من المعرفة، وفي تطوير مشاريع بحثية مثيرة للاهتمام وذات قيمة علمية واجتماعية.

يمكن للأفكار البحثية الجديدة أن تنبثق من العديد من المصادر، مثل الدراسات السابقة، والأوراق العلمية، والمناقشات مع الزملاء والخبراء في المجال. وهناك العديد من الطرق والاستراتيجيات لاستمطار الأفكار البحثية، منها استراتيجية سكامبر (SCAMPER) وهي تقنية إبداعية تستخدم منهجيات لتغيير أو تحسين المنتجات أو الخدمات، وترمز حروفها إلى: التبديل (S) ، الدمج (C) ، التكيف (A) ، التعديل (M) ، الإضافة (P) ، الإزالة (E) ، الإعادة (R). كما يمكن استخدام تقنيات مختلفة لتحفيز عملية استمطار الأفكار، مثل القراءة والبحث في الأدبيات العلمية ذات الصلة، وحضور المؤتمرات وورش العمل، والمشاركة في مناقشات مجموعات البحث.

يضاف إلى ذلك أدوات خلاقة تسهم بشكل أو آخر في استمطار الأفكار، منها Google Trends هو أداة تساعد الباحثين على استمطار الأفكار البحثية بإظهار تطورات البحث على Google حسب المواضيع والكلمات المفتاحية والمناطق والفترات الزمنية، وتمكينهم من اكتشاف المواضيع الشائعة والرائجة، وتحديد الاتجاهات والتغيرات في الاهتمام، واستكشاف العلاقات بين المواضيع المختلفة، وتوليد أسئلة بحثية جديدة أو فرعية.

أداة أخرى مفيدة هي Dimensions.ai حيث تساعد الباحثين على استمطار الأفكار البحثية بتوفير قاعدة بيانات علمية تربط بين الأبحاث والمنح والبراءات والبيانات وغيرها، وتمكينهم من البحث عن الأبحاث والبيانات المتعلقة بموضوع معين، واستخدام ميزات البحث القوية والرؤى التحليلية للخروج بأفكار جديدة!

طبعاً هناك الكثير من الطرق الأخرى التي لم أغطيها في هذه التدوينة القصيرة والتي تعتمد على المجال البحثي المحدد! ويبقى أن أذّكر، بأن تطوير وتنمية الأفكار البحثية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز فهمنا للعالم وتقدم المعرفة العلمية. واستخدام تقنيات استمطار الأفكار البحثية بشكل منهجي وابتكاري، سيمكننا من تحقيق مزيد من التقدم والابتكار في مجالات البحث المختلفة.