المنظمات المهنية الحاسوبية: ACM أنموذجاً

من أهم الأمور التي يهتم بها الأكاديميون والباحثون في مجال الحوسبة هو الاشتراك بالجمعيات العلمية والمنظمات الأكاديمية المعتبرة في مجال تخصصهم، وذلك لما تقدمه مثل هذه الجهات من خدمات معرفية وأنشطة علمية ومطبوعات تفيد العاملين في المجال وتبقيهم على إطلاع بالمستجدات.

وبالنسبة لنا نحن المتخصصين في مجال الحاسب وتقنية المعلومات لا يختلف اثنان على أن أشهر هذه المنظمات هما رابطة ميكنة الحوسبة (Association for Computing Machinery) واختصارها (ACM)، ومعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (Institute of Electrical and Electronics Engineers) واختصارها (IEEE).

في هذه التدوينة سأعرفكم أكثر على رابطة ميكنة الحوسبة (ACM) والفوائد التي تقدمها لنا كحاسويين وباحثين.

 

العضوية بالرابطة والخدمات التي توفرها

الاشتراك بعضوية الرابطة على أنواع ثلاث هي: (1) العضوية المهنية (2) العضوية مدى الحياة (3) عضوية الطلاب. طبعا العضوية المهنية تتطلب تجديد الاشتراك سنويا أما العضوية مدى الحياة فتدفع لمرة واحدة وهي مقيدة بسن معينة.

في حال الانضمام  للعضوية المهنية ستحصل على الخدمات الموضحة في الصورة بالاسفل والتي تتمثل بالحصول على خصومات لحضور المؤتمرات التي تنظمها الرابطة والوصول للمصادر العلمية وقاعدة البيانات مجاناً وأيضا الحصول على مطبوعات الرابطة.

 

acm-services

المؤتمرات ومجموعات الاهتمام

توفر رابطة ACM أجندة مفصلة بجميع مؤتمراتها القادمة وأيضا المؤتمرات التي ترعاها وتواريخ إرسال البحوث. وتفيد هذه الأجندة الباحثين في الإطلاع على جديد المؤتمرات في مجال تخصصهم وأيضا التخطيط مبكراً لإرسال أوراقهم البحثية لها.

أما عن مجموعات الاهتمام والتي يرمز لها بـ (sigs) فتعتبر حلقة محورية تجمع بين المهتمين والمتخصصين في مجال بحثي دقيق. فهناك 37 مجموعة اهتمام متخصصة تحت مظلة ACM يمكن تقسيمها إلى 11 مجال علمي حاسوبي، كما في الصورة بالأسفل.

sigs

طبعا لابد ي من التذكير بأن لكل مجموعة اهتمام رسوم اشتراك خاصة بها تضاف إلى العضوية الأساسية في الرابطة. وقد يتساءل البعض ما أهمية الانضمام لمجموعة اهتمام؟ تتلخص أهمية الانضمام لمجموعة اهتمام في توفير بيئة علمية خصبة يتشارك فيها الخبراء والمهتمين بالمجال في تبادل أحدث تطورات المجال وأيضا جديد مؤتمراته ومنشوراته عبر قوائم بريدية متخصصة.

المكتبة الرقمية وقناة يوتيوب

تمنح رابطة ACM لمشتركيها سهولة الوصول لقاعدة بياناتها الواسعة والتي تفهرس مئات الآلاف من الأوراق البحثية للمؤتمرات والمجلات، كما توفر الرابطة المئات من الكتب الإلكترونية في شتى مجالات الحوسبة عبر مركز التعلم الخاص بها، علاوة على الحزم التقنية التي توفرها الرابطة في مجالات تقنية حديثة.

ولا ننسى طبعا القناة الرسمية للرابطة على موقع اليويتوب  والذي يعرض تسجيلات للمؤتمرات والمحاضرات التي تديرها الرابطة، وأيضا الويبينارات الدورية والتي تستضيف فيها الباحثين البارزين في مجالات حاسوية متعددة.

 

وأخيراً

إن الاشتراك في رابطة ACM سيضفي لسيرتك الذاتية كأكاديمي أو باحث بعداً مهنياً معتبراً، كما أن الاسهام في إنشاء فروع محلية للرابطة عبر ما يسمى (ACM Chapters) سيعزز من ظهور اسم جامعتك في هذه الرابطة العالمية. ولا أنسى أن أذكر أن القائمة البريدية للرابطة تزودك إسبوعيا بأحدث الأخبار الحاسوبية البحثية وأيضا أهم المقالات في عدة مجالات.

فبعد هذا الاستعراض الموجز للرابطة وخدماتها،  أنصح كل حاسوبي مهتم بتطوره المهني الاشتراك في هذه الرابطة، فهو استثمار معرفي رابح!!

 

مؤشرات الجودة للمجلات المفتوحة: تأكد قبل أن تنشر!!

المجلات المفتوحة

تعرف المجلات المفتوحة (Open Access Journals) على أنها المجلات التي تتيح جميع أوراقها مجانا على الإنترنت ليستفيد منها الباحثين إما بتنزيلها أو طباعتها أو مشاركتها مع الآخرين. والفوائد المجنية من النشر في المجلات المفتوحة لا حصر لها نذكر منها: زيادة الظهور والانتشار لأبحاثك مقارنة بالمجلات التي تتطلب الاشتراك بالإضافة إلى المساهمة في الخير المجتمعي من خلال توفير المحتوى العلمي لجمهور واسع.

ومع انتشار مثل هذا النوع من المجلات وتنوع مرجعيتها أصبحنا لا نميز بين المجلات المفتوحة الموثوقة وتلك المشبوهة التي تسعى لجني المال. وتجارب من سبقونا في التعامل مع هذه المجلات المفتوحة المشبوهة لا تنتهي، نذكر منها هذه القصة (*) والتي استخدم فيها موقع (www.randomtextgenerator.com) لإنتاج مقالة مفبركة من نص عشوائي وإرساله إلى 37 مجلة مفتوحة خلال إسبوعين، من بين هذه المجلات 17 مجلة قبلت الورقة المفبركة شريطة القيام بدفع رسوم النشر في المجلة!!!

وحتى لا يقع القارئ الكريم في مغبة مثل هذه المجلات المشبوهة، سأسلط الضوء من خلال هذه التدوينة على المؤشرات التي تساعدك في تقييم المجلات المفتوحة عند البحث عن مجلة مناسبة للنشر وأيضا عندما تأتيك دعوة من أحد هذه المجلات للانضمام لهيئة التحرير أو العمل كمراجع للمجلة.

طبعا هذه المؤشرات التي سأذكرها ما هي إلا أدلة استرشادية للتمييز بين المجلات المفتوحة الموثوقة من غيرها المشبوهة، كما يمكنكم الرجوع إلى قائمة جيفري بيل الشهيرة لتمييز المؤتمرات والمجلات العلمية والتي أشرت إليها في كتيب ورشة السجل البحثي والذي قدمته أربعة مرات خلال العام الأكاديمي الفائت.

بعض مؤشرات المجلات المفتوحة الموثوقة

  • نطاق المجلة محدد ومذكور بوضوح.
  • المحرر وهيئة التحرير مذكورين صراحة في الموقع وخبراء في المجال.
  • المجلة تتبع لـأو ترعاها هيئة علمية معروفة أو أنشأتها مؤسسة أكاديمية.
  • المقالات المنشورة تقع ضمن نطاق المجلة وتتوافق مع معايير النشر في المجال.
  • أي رسوم للنشر في المجلة يجب العثور عليها بسهولة على موقع المجلة مع شرح واضح للمغزى من الرسوم.
  • كل مقالة لها معرف رقمي (DOI)  اختصار لـ (digital object identifier).
  • المجلة لها رقم تسلسلي معياري دولي  (ISSN) اختصار لعبارة (International Standard Serial Number).
  • المجلة عضو في اتحاد النشر العلمي المفتوح (Open Access Scholarly Publishers Association).
  • المجلة مدرجة في دليل المجلات العلمية مفتوحة الوصول (DOAJ).
  • المجلة مسجلة في دليل الدوريات العالمي (UlrichsWeb).
  • أوراق المجلة مفهرسة في أدلة وأوعية معروفة في الأوساط الأكاديمية.

بعض مؤشرات المجلات المفتوحة المشبوهة

  •  تصميم موقع المجلة غير احترافي ولا توجد معلومات كافية عن المجلة في الموقع.
  • تعليمات إرسال الأوراق غير واضحة.
  • نطاق المجلة واسع وفضفاض وغير متخصص.
  • عنوان المجلة لا يتوافق مع ما ينشر فيها.
  • هيئة التحرير من نفس البلد أو المنطقة الجغرافية الواحدة.
  • تستخدم المجلة مؤشرات تأثير وهمية أو مختلقة (سأتكلم عن هذا الموضوع في تدوينة قادمة بإذن الله).
  • إعادة نشر أوراق تم نشرها سابقاً.
  • يستخدم بريد مجاني على الجيل ميل أو الهوتميل للتواصل مع المجلة.
  • يوهم الزائر أن مقر المجلة في دولة غربية وخاصة في أمريكا.
  • لا يستخدم منافذ نشر واضحة أو معروفة لفهرسة الأوراق.

وأخيراً، أود أن أنوه أننا في مجموعة إيوان البحثية قمنا بعمل موقع على هيئة محرك بحث يقوم بتحديد ما إذا كانت مجلة أو مؤتمر ما مشبوه وذلك بالاستفادة من المعايير والقائمة التي ذكرها جيفري بيل في مدونته لتصنيف جهات النشر المشبوهة، الموقع يدعى (Ispredatory). كما وفرنا أيضا الترجمة العربية لهذه المعايير (كل الشكر لتهاني وسميرة).

 

المراجع

(*) http://publishing.rcseng.ac.uk/doi/full/10.1308/rcsann.2015.0003

كيف تقوم بمراجعة ورقة علمية؟

PEER-REVIEW-300x128

من أكثر الأمور التي اعتدت عليها بعد حصولي على الدكتوراه وانخراطي بالمجال البحثي، هي الدعوات التي تأتيني من المجلات العلمية والمؤتمرات والورش المختلفة للتطوع بالعمل كمراجع للأوراق العلمية المرسلة إليها. ومع تعودي على هذه العملية والتي تستهلك جزء ليس باليسير من وقتي، إلا أنها قدمت لي الكثير من الفوائد أذكر منها:

  1. الإثراء العلمي الواسع بالاطلاع على البحوث العلمية الحديثة.
  2. تطوير مهارات النقد العلمي البناء.
  3. مقارنة مستوى الأوراق المقدمة بمستوى ما أقدمه والاستفادة منها في تحسين بحثي.
  4. وأخيرا وليس آخرا، المساهمة في المجتمع العلمي لأصبح معروفة في هذا الوسط.

وحتى أنقل لكم هذه الخبرة إليكم النصائح التالية لعمل مراجعة لورقة علمية أو ما تسمى في أوساطنا الأكاديمية بالمراجعة الندية ( Peer Review):

1) إبدأ أولا بتلخيص للورقة بإسلوبك (لا تنقل ملخص الورقة وتضعها كما هي) سيساعد ذلك المؤلفين بمعرفة ما فهمته من ورقتهم.

2) أضف مقطع يتحدث عن النقاط التالية في الورقة:

  • سلامة اللغة (هل الورقة خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية).
  • بنية الورقة (هل تسلسل الورقة وأجزاءها المختلفة سهلة في التتبع ومنطقية).
  • علاقة الورقة بالمؤتمر أو المجلة (هل الورقة تدخل من ضمن نطاق المؤتمر أو المجلة).
  • الأصالة (هل الورقة تقدم فكرة أصيلة).
  • رأيك بالورقة (هل الورقة مقبولة لنشر أم أن فيها خلل يحتاج إلى توضيح).

3) إذا الورقة عليها ملاحظات كثيرة لابد لك من القيام بتوضيح مكامن الخلل أو الضعف في الورقة بحيث يتمكن المؤلفين من تقويمها، فلا يكفي أن ترفض ورقة من دون تقديم تغذية راجعة بناءة تسهم في تحسينها. وحتى توضح مكامن الضعف في الورقة ركز على التالي:

  • هل المشكلة البحثية التي تقوم الورقة بمعالجتها واضحة؟
  • هل المشكلة البحثية لها دوافع من وراء إجراءها؟ فغالبية المشاكل البحثية تكون نابعة من احتياج مجتمع ما.
  • ما هو حل المشكلة (منهجية الحل)؟ هل المنهجية المتبعة مناسبة لحل المشكلة؟
  • هل تم تقييم الحل؟ فهذه من أكثر النقاط أهمية في أي ورقة علمية متكاملة، فبدون تقييم للحل لن يستطيع القارئ أن يقيم جدوى المنهجية المتبعة في البحث.

4) إذا الورقة عليها ملاحظات بسيطة مثلا جمل غير مفهومة أو هفوات إملائية، يمكن الاشارة إليها في ثنايا نص المراجعة الندية.

5) التزم الأدب في النقد العلمي، ولا تتجاوز ذلك باستخدام ألفاظ جارحة تقلل من شأن البحث أو الباحثين. فلا يعني عدم ظهور اسمك كمراجع عند ارسال النقد أحقيتك باستخدام ألفاظ جارحة.

6) حاول بقدر المستطاع توضيح الجوانب الايجابية في الورقة التي تقوم بنقدها فهذا سيسهم بشكل أو بآخر في الرفع من معنويات الباحثين عند رفض الورقة. وتذكر دائماً بضرورة تقديم نقد بناء يسهم في تحسين البحث.

7) أخيراً، ستجد في أي دار نشر أدلة تساعد المبتدئين للقيام بعمل مراجعة ندية، مثل تلك التي توفرها إلسيفير (How to conduct a review).