
كجزء من عملي كعضو في هيئة تحرير مجلة جامعة الملك سعود فرع علوم الحاسب والمعلومات، يتطلب مني القيام بمراجعة دورية للأوراق العلمية المرسلة إلى المجلة للتأكد من رصانتها العلمية قبل إرسالها للمحكمين. وفي كثير من الأحيان أقوم برفض الورقة أو ما يسمى (Desk Reject) حتى قبل إرسالها للمحكمين، كجزء من ضبط جودة ما ينشر في مجلة الكلية.
وفي موقف حصل لي مؤخرا -مما دفعني لكتابة هذه التدوينة- قمت بإرسال طلب تحكيم لأحد الأوراق البحثية التي وصلت حديثا للمجلة لأحد الزميلات اللاتي يعملن في المجال البحثي للورقة، وقد قامت مشكورة بقبول الدعوة لتحكيم الورقة. وبعدها بأيام وصلني منها تساءول بالبريد الإلكتروني عن معاييرنا في التقييم، حيث ذكرت في ثنايا بريدها أن التحكيم لمجلات رائدة في المجال يختلف عن التحكيم لمجلات أخرى (ويبدو أنها تقصد هنا مجلة الكلية)!!
فقمت بالرد عليها بأننا في مجلة جامعة الملك سعود، نتبع أعلى المعايير الأكاديمية عند تقييم الأوراق المرسلة للمجلة، وخلال السنوات الماضية قفزت المجلة قفزات متقدمة في تصنيف المجلة ضمن المنافذ المعروفة فالمجلة الآن مفهرسة في ESCI (Emerging Sources Citation Index) و Scopus وأيضا أصبحت عضو في COPE (Committee on Publication Ethics)، كدليل على الصرامة العلمية التي تنتهجها المجلة!
بالمناسبة الزميلة حديثة تخرج من الدكتوراه، ولكن أليس من الأجدر قيامها بالتقييم بناء على المعايير العلمية والأكاديمية المتعارف بها في المجال بدلا من السؤال “هل لديكم معايير بالتفصيل” أو هكذا فهمت!!.
عموما أحب أن أختم حديثي بأبيات شعر للشافعي رحمه الله:
كلـما أدبني الدهـر أراني نقص عقلي
وإذا ما أزددت علما زادني علما بجهلي
همسة: احذر من الغرور المعرفي والتقدير المبالغ فيه للذات!