يُعد الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية في العقود الأخيرة، حيث أحدث ثورة في العديد من المجالات وغيّر طريقة عمل الكثير من الصناعات. ومع تطور الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، أصبح من الضروري دراسة تأثيره على سوق العمل وفرص التوظيف.
فمن ناحية، ساعد الذكاء الاصطناعي على زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف في كثير من المجالات مثل الصناعة والخدمات اللوجستية وغيرها. كما أدى إلى ظهور وظائف جديدة مثل مهندسي الذكاء الاصطناعي والروبوتات وعلماء البيانات. لكن من ناحية أخرى، تسبب الذكاء الاصطناعي في تراجع الكثير من الوظائف التقليدية التي يمكن أتمتتها مثل وظائف خدمة العملاء والمحررين وغيرها. وقد تكون الوظائف ذات المهارات المنخفضة هي الأكثر تضررًا مع انتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي.
والواقع أن غالبية الدراسات تتفق على أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى خسارة الملايين من فرص العمل على مستوى العالم خلال العقود القليلة القادمة. فوفقًا لدراسة قامت بها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية* “OECD”، توصلت إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي على المدى القصير، أن يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف، ولكن على المدى الطويل، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على سوق العمل، مع إمكانية زيادة الإنتاجية والابتكار والنمو الاقتصادي.
لذلك، فإن التحدي الأكبر هو كيفية إعادة تأهيل وتدريب الموظفين على المهارات المطلوبة لوظائف المستقبل، والتي تتطلب برامج تعليمية مرنة ومستمرة مدى الحياة بالإضافة إلى سياسات حكومية داعمة.
في الختام، لا شك أن عالم العمل سيشهد تحولات كبيرة بفعل الثورة الصناعية الرابعة وانتشار الذكاء الاصطناعي. وتقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية التعامل مع هذا الواقع الجديد بما يضمن استفادة المجتمع ككل من منافع التقنية مع الحفاظ على فرص العمل المجزية للبشر.
- Artificial intelligence and jobs https://www.oecd.org/employment-outlook/2023