مؤشرات الجودة للمجلات المفتوحة: تأكد قبل أن تنشر!!

المجلات المفتوحة

تعرف المجلات المفتوحة (Open Access Journals) على أنها المجلات التي تتيح جميع أوراقها مجانا على الإنترنت ليستفيد منها الباحثين إما بتنزيلها أو طباعتها أو مشاركتها مع الآخرين. والفوائد المجنية من النشر في المجلات المفتوحة لا حصر لها نذكر منها: زيادة الظهور والانتشار لأبحاثك مقارنة بالمجلات التي تتطلب الاشتراك بالإضافة إلى المساهمة في الخير المجتمعي من خلال توفير المحتوى العلمي لجمهور واسع.

ومع انتشار مثل هذا النوع من المجلات وتنوع مرجعيتها أصبحنا لا نميز بين المجلات المفتوحة الموثوقة وتلك المشبوهة التي تسعى لجني المال. وتجارب من سبقونا في التعامل مع هذه المجلات المفتوحة المشبوهة لا تنتهي، نذكر منها هذه القصة (*) والتي استخدم فيها موقع (www.randomtextgenerator.com) لإنتاج مقالة مفبركة من نص عشوائي وإرساله إلى 37 مجلة مفتوحة خلال إسبوعين، من بين هذه المجلات 17 مجلة قبلت الورقة المفبركة شريطة القيام بدفع رسوم النشر في المجلة!!!

وحتى لا يقع القارئ الكريم في مغبة مثل هذه المجلات المشبوهة، سأسلط الضوء من خلال هذه التدوينة على المؤشرات التي تساعدك في تقييم المجلات المفتوحة عند البحث عن مجلة مناسبة للنشر وأيضا عندما تأتيك دعوة من أحد هذه المجلات للانضمام لهيئة التحرير أو العمل كمراجع للمجلة.

طبعا هذه المؤشرات التي سأذكرها ما هي إلا أدلة استرشادية للتمييز بين المجلات المفتوحة الموثوقة من غيرها المشبوهة، كما يمكنكم الرجوع إلى قائمة جيفري بيل الشهيرة لتمييز المؤتمرات والمجلات العلمية والتي أشرت إليها في كتيب ورشة السجل البحثي والذي قدمته أربعة مرات خلال العام الأكاديمي الفائت.

بعض مؤشرات المجلات المفتوحة الموثوقة

  • نطاق المجلة محدد ومذكور بوضوح.
  • المحرر وهيئة التحرير مذكورين صراحة في الموقع وخبراء في المجال.
  • المجلة تتبع لـأو ترعاها هيئة علمية معروفة أو أنشأتها مؤسسة أكاديمية.
  • المقالات المنشورة تقع ضمن نطاق المجلة وتتوافق مع معايير النشر في المجال.
  • أي رسوم للنشر في المجلة يجب العثور عليها بسهولة على موقع المجلة مع شرح واضح للمغزى من الرسوم.
  • كل مقالة لها معرف رقمي (DOI)  اختصار لـ (digital object identifier).
  • المجلة لها رقم تسلسلي معياري دولي  (ISSN) اختصار لعبارة (International Standard Serial Number).
  • المجلة عضو في اتحاد النشر العلمي المفتوح (Open Access Scholarly Publishers Association).
  • المجلة مدرجة في دليل المجلات العلمية مفتوحة الوصول (DOAJ).
  • المجلة مسجلة في دليل الدوريات العالمي (UlrichsWeb).
  • أوراق المجلة مفهرسة في أدلة وأوعية معروفة في الأوساط الأكاديمية.

بعض مؤشرات المجلات المفتوحة المشبوهة

  •  تصميم موقع المجلة غير احترافي ولا توجد معلومات كافية عن المجلة في الموقع.
  • تعليمات إرسال الأوراق غير واضحة.
  • نطاق المجلة واسع وفضفاض وغير متخصص.
  • عنوان المجلة لا يتوافق مع ما ينشر فيها.
  • هيئة التحرير من نفس البلد أو المنطقة الجغرافية الواحدة.
  • تستخدم المجلة مؤشرات تأثير وهمية أو مختلقة (سأتكلم عن هذا الموضوع في تدوينة قادمة بإذن الله).
  • إعادة نشر أوراق تم نشرها سابقاً.
  • يستخدم بريد مجاني على الجيل ميل أو الهوتميل للتواصل مع المجلة.
  • يوهم الزائر أن مقر المجلة في دولة غربية وخاصة في أمريكا.
  • لا يستخدم منافذ نشر واضحة أو معروفة لفهرسة الأوراق.

وأخيراً، أود أن أنوه أننا في مجموعة إيوان البحثية قمنا بعمل موقع على هيئة محرك بحث يقوم بتحديد ما إذا كانت مجلة أو مؤتمر ما مشبوه وذلك بالاستفادة من المعايير والقائمة التي ذكرها جيفري بيل في مدونته لتصنيف جهات النشر المشبوهة، الموقع يدعى (Ispredatory). كما وفرنا أيضا الترجمة العربية لهذه المعايير (كل الشكر لتهاني وسميرة).

 

المراجع

(*) http://publishing.rcseng.ac.uk/doi/full/10.1308/rcsann.2015.0003

كيف تقوم بمراجعة ورقة علمية؟

PEER-REVIEW-300x128

من أكثر الأمور التي اعتدت عليها بعد حصولي على الدكتوراه وانخراطي بالمجال البحثي، هي الدعوات التي تأتيني من المجلات العلمية والمؤتمرات والورش المختلفة للتطوع بالعمل كمراجع للأوراق العلمية المرسلة إليها. ومع تعودي على هذه العملية والتي تستهلك جزء ليس باليسير من وقتي، إلا أنها قدمت لي الكثير من الفوائد أذكر منها:

  1. الإثراء العلمي الواسع بالاطلاع على البحوث العلمية الحديثة.
  2. تطوير مهارات النقد العلمي البناء.
  3. مقارنة مستوى الأوراق المقدمة بمستوى ما أقدمه والاستفادة منها في تحسين بحثي.
  4. وأخيرا وليس آخرا، المساهمة في المجتمع العلمي لأصبح معروفة في هذا الوسط.

وحتى أنقل لكم هذه الخبرة إليكم النصائح التالية لعمل مراجعة لورقة علمية أو ما تسمى في أوساطنا الأكاديمية بالمراجعة الندية ( Peer Review):

1) إبدأ أولا بتلخيص للورقة بإسلوبك (لا تنقل ملخص الورقة وتضعها كما هي) سيساعد ذلك المؤلفين بمعرفة ما فهمته من ورقتهم.

2) أضف مقطع يتحدث عن النقاط التالية في الورقة:

  • سلامة اللغة (هل الورقة خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية).
  • بنية الورقة (هل تسلسل الورقة وأجزاءها المختلفة سهلة في التتبع ومنطقية).
  • علاقة الورقة بالمؤتمر أو المجلة (هل الورقة تدخل من ضمن نطاق المؤتمر أو المجلة).
  • الأصالة (هل الورقة تقدم فكرة أصيلة).
  • رأيك بالورقة (هل الورقة مقبولة لنشر أم أن فيها خلل يحتاج إلى توضيح).

3) إذا الورقة عليها ملاحظات كثيرة لابد لك من القيام بتوضيح مكامن الخلل أو الضعف في الورقة بحيث يتمكن المؤلفين من تقويمها، فلا يكفي أن ترفض ورقة من دون تقديم تغذية راجعة بناءة تسهم في تحسينها. وحتى توضح مكامن الضعف في الورقة ركز على التالي:

  • هل المشكلة البحثية التي تقوم الورقة بمعالجتها واضحة؟
  • هل المشكلة البحثية لها دوافع من وراء إجراءها؟ فغالبية المشاكل البحثية تكون نابعة من احتياج مجتمع ما.
  • ما هو حل المشكلة (منهجية الحل)؟ هل المنهجية المتبعة مناسبة لحل المشكلة؟
  • هل تم تقييم الحل؟ فهذه من أكثر النقاط أهمية في أي ورقة علمية متكاملة، فبدون تقييم للحل لن يستطيع القارئ أن يقيم جدوى المنهجية المتبعة في البحث.

4) إذا الورقة عليها ملاحظات بسيطة مثلا جمل غير مفهومة أو هفوات إملائية، يمكن الاشارة إليها في ثنايا نص المراجعة الندية.

5) التزم الأدب في النقد العلمي، ولا تتجاوز ذلك باستخدام ألفاظ جارحة تقلل من شأن البحث أو الباحثين. فلا يعني عدم ظهور اسمك كمراجع عند ارسال النقد أحقيتك باستخدام ألفاظ جارحة.

6) حاول بقدر المستطاع توضيح الجوانب الايجابية في الورقة التي تقوم بنقدها فهذا سيسهم بشكل أو بآخر في الرفع من معنويات الباحثين عند رفض الورقة. وتذكر دائماً بضرورة تقديم نقد بناء يسهم في تحسين البحث.

7) أخيراً، ستجد في أي دار نشر أدلة تساعد المبتدئين للقيام بعمل مراجعة ندية، مثل تلك التي توفرها إلسيفير (How to conduct a review).

 

 

 

افعل ولا تفعل في انتقاء المصادر العلمية اللازمة لبحثك

إفعل ولا تفعل

لكل مجال بحثي مصادره وأوعيته الخاصة بالنشر، ومن المعلوم أنه في أي مجتمع أو فريق بحثي يتداول بين أفراده المؤتمرات والمجلات المقبولة ذات المحتوى المتميز والمفيد وأيضاً تحدد منافذ وأوعية النشر المناسبة للمجال.
وحتى يتضح للباحث المبتدئ الفرق بين أنواع المصادر العلمية المناسبة لاستقاء المعلومات منها، سأشارككم تجربتي في هذا المجال وذلك برسم خطوط عريضة لتصنيف المصادر العلمية حسب منبعها.

المؤتمرات: عليك البحث عن الأوراق المنشورة في المؤتمرات الكبرى والتي تصنف بأنها الأعلى في المجال وابتعد عن الورش المصاحبة لهذه المؤتمرات (مع أنها تقام متزامنة مع المؤتمر)، لأنه في الغالب تكون هذه الورش مركزة على مجال بحثي محدد ويكون نسبة القبول فيها أقل من المؤتمر الرئيس. هذا لا يعني طبعاً أن تصرف النظر عن الأوراق المنشورة في مثل هذه الورش، ولكن الأولى التركيز على الأبحاث المقبولة في المؤتمر الرئيس.
أيضاً عند نشر مداولات المؤتمرات الكبرى ركز على الأوراق المقبولة والتي مرت بالمراجعة الندية (Peer review) وابتعد عن أوراق المتحدثين الرئيسيين (Keynote speakers) والمدعوين (Invited) لأنها لم تأخذ حظها من المراجعة الندية كما أنها تحتوي على معلومات عامة في المجال وتطوره.

الملخصات: تجنب المؤتمرات التي تقبل الأوراق العلمية من ملخصاتها فقط (وتحديداً في التخصصات الهندسية) لأنها في الغالب وبعد المراجعة الندية الأولية للملخصات وقبولها لا تمر كامل الورقة بمراجعة أخرى ويتم قبولها مباشرة كما هي!! وهنا يكمن الخلل وخاصة أنه يتم نشر ورقة لم يتم إجازتها إلا من ملخصها، فتجد الكثير من الأخطاء الإملائية واللغوية والتي قد تصل في أحيان كثيرة إلى أخطاء في المعلومات نفسها.

المؤتمرات والمجلات متعددة التخصصات: تجنب الأوراق المنشورة في المؤتمرات والمجلات خارج مجالك البحثي (أو ما أحب أن أطلق عليها المؤتمرات والمجلات الفضفاضة) فمثل هذه المنافذ لا تكون متخصصة ولجان تحكيمها قد لا يكونوا في المجال.

رسائل الماجستير والدكتوراه: تعتبر الرسائل مصادر علمية محكمة يمكن اللجوء إليها كمرجع، خاصة إذا كانت هذه الرسائل صادرة من جامعات مرموقة ومن مشرفين معروفين في مجالك البحثي.

الاستشهادات: اقرأ الأوراق العلمية ذات الاستشهادات الكثيرة، فهذا دليل على أهميتها. وتبحر في هذه الاستشهادات لتعرف كيف تطورت وانبثقت أبحاث جديدة منها، ومن الجميل أن محرك قوقل العلمي يوفر إمكانية الإطلاع على الأبحاث التي استشهدت بورقة ما.
citation

تابع الباحثين البارزين في مجالك: اقرأ الكتب والأوراق البحثية من البارزين في المجال، فإذا عرفت أن باحث معين بارز في مجاله ففي الغالب ستجده ينشر أبحاثه في مؤتمرات قوية. أيضا قم بمتابعة جديد نشره في الأوراق العلمية، فمحرك بحث قوقل العلمي يسهل عليك متابعته.

follow-google

هذا ما لدي من نصائح! وإذا كانت لديك أي إضافات تثري الموضوع فلا تبخلوا بمشاركتها 🙂